يروي مصطفى بنفايدة، الباحث في التاريخ، أن مدينة مكناس شكلت مجالا خصبا لنشوء بيئة صوفية، وتجلى ذلك من خلال الإقبال عليها من رجال التصوف، حيث أنها كانت طيلة قرون مركزا لتلقين الطريقة الجزولية، كما كان لها دور هام في تطور هذه الطريقة، وذلك باحتضانها لسبعة أقطاب منها وهم: ابن العباس أحمد الحارثي، ومحمد السهلي الشهير بأمكراز، ومحمد بن عيسى المعروف بالشيخ الكامل، وسيدي سعيد أبي بكر المشنزائي ومحمد بن حسين العبدلي، المشهور بأبي الرواين وعبد الرحمان المجذوب وسيدي عمرو بوعوادة، الأمر الذي دفعنا إلى تسمية أقطاب الجزولية في مكناس بسبعة رجال والتعريف بهم، يقول بنفايدة.
ضريح المولى إسماعيل
أسس ضريح المولى إسماعيل ابنه الملقب بالذهبي . وهو يضم رفات ثلاثة ملوك هم : المولى إسماعيل ، وباني الضريح أحمد الذهبي ، ومصلح الضريح المولى عبد الرحمن بن هشام(1238- 1275هـ 1823- 1858م) وإلى جانب هولاء قبر السيدة خناثة زوجة المولى إسماعيل . ويعتبر هذا الضريح معلمة فاخرة تجمعت فيها خلاصة الصناعات اليدوية من نقش على الرخام والخشب والجبص ، وزليج مشكل الزخارف والألوان. وإلى جوار هذا الضريح يوجد ضريح سيدي عبد الرحمان المجدوب " الشهير "
وتشكل نافورات الضريح المتقنة بهندسة عربية اسلامية دقيقة مبعث تأمل واعجاب كبيرين واحساس عميق بروعة الفن المعماري الاسلامي.
ويضم الضريح ساعة شمسية ما تزال معلقة حتى الآن في جدران الفناء الكبير للضريح
ضريح المولى إسماعيل وهو الضريح الذي يرقد فيه المولى إسماعيل ، مع
سلطانين من ذريته ، وهما : ابنه المولى أحمد الذهي ، " وهو الذي بناه "
والمولى عبد الرحمن بن هشام . وتوجد بناية عن يمين الباب الداخلي للضريح
وفيها يقع " مشهد أبي زيد عبد الرحمن المجذوب". أحد الأولياء على العهد
الوطاسي
عبد الرحمن المجذوب
على يمين الباب الداخلي للضريح المولى اسماعيل توجد بناية يقع فيها " مشهد أبي زيد عبد الرحمن المجذوب". أحد الأولياء على العهد الوطاسي د
ـ سيدي أحمد الحارثي: هو أبو العباس أحمد بن عمر الحارثي السفياني، نسبة لقبيلة سفيان أحد فروع قبائل الغرب. أحد أقطاب الطريقة الجزولية، ومن أشهر شيوخها بمكناس، فاشتهرت ولايته، وذاع صيته وكثر مريدوه، ومن أشهر أتباعه بمكناس الشيخ محمد بن مبارك الحصيني. ويوجد ضريحه بمقبرة باب السيبة.
محمد السهلي أمكراز
ـ محمد السهلي أمكراز: هو أبو الطيب الحسن بن محمد السهلي الشهير بأمكراز، شيخ صوفي ترجع طريقته إلى الشيخ محمد بن سليمان الجزولي، تربى على يديه عدد من الأتباع منهم على الخصوص عياد، والد الشيخ عبد الرحمان المجذوب. توفى الحسن السهلي سنة 1516، ودفن خارج باب أبي العمائر في شرق المدينة (عند مدخل قصر المعرض اليوم).
الشيخ محمد بن عيسى (الشيخ الكامل ): هو أبو عبد الله محمد بن عيسى الفهدي السفياني الأصل، المختاري الولادة والنشأة، المكناسي الدار والوفاة. يعد من الأولياء الذين عاشوا أواخر القرن الخامس وبداية السادس عشر الميلادي، ولد سنة 1467، ونشأ في قبيلة مختار، أحد فروع قبائل بني حسن.
وحسب الباحث بنفايدة، فإن الشيخ محمد بن عيسى التقى بالشيخ أحمد الحارثي، أحد أقطاب الزاوية الجزولية، فأخذ عنه العلم، كما أخذ عنه مبادئ الطريقة الجزولية. وتابع "أشار عليه الشيخ أحمد الحارثي بالانتقال إلى مراكش للقاء القطب الصوفي سيدي عبد العزيز التباع، الذي لازمه الشيخ محمد بن عيسى حتى أخذ عنه مفاتيح الطريقة الجزولية، ولقنه الأحزاب والأوراد، وأذن له بتلقين مبادئها، كما أذن له الشيخ محمد الصغير السهلي بقراءة دلائل الخيرات للجزولي. بعد ذلك عاد إلى مكناس، بعدما أصبح مؤهلا لتلقين مبادئ الجزولية، فتصدر للتدريس بالمسجد المنسوب إليه (مسجد سيدي بنعيسى ) بدرب سيدي بلال بحومة درب الفتيان، ثم منه إلى مسجد الأعظم كما تدل على ذلك اللوحة المعلقة على سارية من الصف الخامس جهة باب الكتب. وقد خلف الشيخ محمد بن عيسى العديد من الأوراد والأحزاب ، نذكر منها حزب الإبريز. وكانت وفاة الشيخ محمد بن عيسى سنة 1526، وتم دفنه داخل زاويته التي توجد خارج باب السيبة".
ـ سيدي سعيد أبي بكر المشنزائي: هو أبو عثمان سعيد بن علي بن الولي الشهير بأبي محمد صالح الدكالي. ولد في قبيلة مشنزاية بإقليم دكالة سنة 1469، ونشأ فيها ثم غادرها طلبا للعلم والتصوف. صاحب عبد العزيز التباع وانتهى به المطاف في مدينة مكناس للقاء شيوخها والأخذ عنهم. وضريحه يوجد بجانب القصبة التي تحمل اسمه، "وصف سيدي سعيد المشنزائي بأنه " جليل القدر شهير الذكر، إمام الزهد والعبادة وأحد الأربعة الأوتاد" .
سيدي أبو الرواين
ـ سيدي أبو الرواين: هو روان بن محمد بن عبد السلام المشهور بأبي الرواين. يتحدر من أسرة محمد بن عيسى شيخ الطائفة العيساوية. كان الشيخ أبو الرواين من أصحاب الولاية والصلاح يلقى الورد العيساوي لمن طلبه، وتوفى سنة 1755 . ويوجد ضريحه بجانب ضريح الشيخ الكامل.
ـ سيدي عبد الرحمان المجذوب: هو عبد الرحمان بن عياد بن يعقوب بن سلامة. أصله من دكالة، حيث ولد بتيط سنة 1503 وتوفى سنة 1568. وبذلك فهو عاش أواخر الدولة الوطاسية وأوائل الدولة السعدية. في فترة عصيبة من تاريخ المغرب عرفت ضعف الحكم الوطاسي، وهو الضعف الذي تزامن مع التهديدات الإيبيرية على السواحل المغربية. ويوجد قبره في قبة داخل ضريح المولى إسماعيل.
وكان سيدي عبد الرحمان المجذوب، يضيف بنفايدة، يعبر بشعر زجلي عميق حتى اعتبر فيلسوف الشعب، ومن أقواله نموذج يختصر الوضعية السياسية للمغرب آنذاك :
تخلطات ولا بغات تصفا ** ولعب خزها فوق ماها
رياس من غير تبا **** هما سباب خلاها
سيدي عمرو بوعوادة
ـ سيدي عمرو بوعوادة: هو أبو حفص عمر بن عوادة العثماني، تربى في بيت علم وصلاح، ثم اتصل بالشيخ سعيد بن أبي بكر المشنزائي، وأخذ عنه، وتربى على يديه، وهو مصدر سنده الذي يربطه بالطريقة الجزولية.
وصف الشيخ عمرو بو عواده بأنه "ولي صالح معتقد فالح متبرك به" . وكانت وفاته سنة 1591، ودفن في زاويته قرب ساحة الهديم.
ضريح سيد الشريف الوافي
منظروقبة ضريح سيد الشريف الوافي |
سيد قدور العلمي
نافدة ضريح سيدي قدور |
ضريح سيدي عبد القادر العلمي. وهو مقر زاوية طائفة العلميين ، الذي
كان ولايزال ملتقى للذاكرين حيث ينشدون المدائح الفصيحة وقصائد الملحون
التي نظمها دفين الضريح " سيدي عبد القادر العلمي "(القرن 18)
سيدي علي منون
سيدي علي منون
صالحات مكناس
قبلة للتبرك وطلب الخير
ياد
كل هذه المآثر جعلت مكناس تتميز بشخصية خاصة جدا، وبتاريخ عريق، ما أدى إلى تصنيفها تراثا عالميا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو في دجنبر 1996.
تعرف مدينة مكناس تعدد أنماط المعمار الديني والمتمثل في المساجد والزوايا والأضرحة والمزارات، هذا المعمار الذي يحتل مكانة هامة بالنسبة إلى سكان المدينة سواء من حيث التعبد، أو الدراسة أو ممارسة الطقوس الصوفية، أو التبرك، ذلك أن الأضرحة والمزارات أصبحت مقصودة لطلب "البركة" والاستشفاء، أو لطلب الخير ودفع الشر، خصوصا أن"بركة" الصالح أو الصالحة، حسب الاعتقاد، لا تنتهي بوفاتهم.
يتحدث مصطفى بنفايدة، الباحث في التاريخ، عن أهمية الأضرحة والمزارات رغم الإهمال الذي طالت غالبية المعمار الديني، إذ مازالت بعض الأحياء والأزقة تحمل أسماء بعض الأولياء، الذين يفوق عددهم 167 صالحا داخل المدار الحضري للمدينة، من بينهم 12 صالحة وهن على التوالي:
لالة عائشة العدوية
ـ لالة عائشة العدوية: عاشت في القرن 17 عشر، وتوفيت سنة 1669.اشتهرت بالولاية، فكانت بهلولة ذات أحوال ومكاشفات. توجد مزاراتها في الحي المنسوب لها قرب حي سدراتة، وضريحها لا يتوفر على قبة، وهو عبارة عن قاعة مستطيلة تضم دربوزا خشبيا، ويوجد بجانبه مسجد صغير، وتتم الزيارة حاليا من النافذة فقط.
لالة فاطمة بصرية
ـ لالة فاطمة بصرية: من صالحات القرن 17، نشأت في بيت علم وتصوف وصلاح، فهي ابنة الولي الصالح محمد بن عبد الرحمان بن بصري الذي عرف بعلمه وولايته. يوجد ضريحها داخل بيت بحي حمام الجديد يجاور أحد أبواب المسجد الأعظم، وهو بيت الجنائز، ويقابل منزل السفير ابن عثمان المكناسي. وصنفت لالة فاطمة بصرية بأنها من أهل العرفان وإغاثة اللهفان، وتوفت في النصف الأول من القرن 17.
لالة منانة مزوارة
ـ لالة منانة مزوارة: يوجد قبرها داخل ضريح لالة العلمية بحي حمام الجديد. وكانت لالة منانة مزوارة من الصالحات اللواتي اشتهرت بالجذب. كانت تعرف داخل المدينة بلباسها الأخضر، ونقابها الأبيض أو الأحمر. كما عرفت بقدرتها على المكاشفة والإخبار بالمغيبات، وتوفيت لالة منانة سنة 1780.
ـ لالة العلمية:
يوجد ضريحها بحي حمام الجديد على يمين الداخل للدرب الذي يحمل اسمها. عرفت بالجذب وبقدرتها على المكاشفة والإخبار بالمغيبات. وتوفيت أواخر القرن 16.
لالة جميلية
ـ لالة جميلية: من الصالحات المجهول تاريخ ولادتها أو وفاتها. وضريحها عبارة عن قبر داخل المقبرة التي تحمل اسمها. وقد كانت زيارة قبرها تتم طلبا للاستشفاء من الحمى المعروفة بالحمى التلتية.
لالة ستي هنو
ـ لالة ستي هنو: يوجد ضريحها بحي القنوط على يسار الداخل للدرب الذي يحمل اسمها. كما لها باب آخر عبر درب بو زينة. زيارتها تتم كل جمعة تبركا بها وطلبا للخير.
لالة ستي كلينة
ـ لالة ستي كلينة: يقع ضريحها داخل المسجد الذي يحمل اسمها بحومة سيدي بوطيب على يسار الداخل لدرب سيدي عبد القادر العلمي. ومن اسمها تطرح فرضية كونها صالحة مشرقية انتقلت إلى المغرب، واحتفظت الاسم نفسه.
لالة رقية بنت العربي
ـ لالة رقية بنت العربي: يوجد ضريحها بحي جناح الأمان، وهو قبر داخل بيت وبجواره مقبرة، وتتم زيارتها لدفع النحس وطلب الخير.
لالة بدرة
ـ لالة بدرة: يوجد قبرها داخل بيت على يمين الداخل للزنقة الحاملة لاسمها قرب المكان المعروف برجال العقبة بحي تيزيمي قرب باب البرادعيين الداخلية.
لالة خضرا
ـ لالة خضرا: من صالحات القرن 17، يوجد قبرها داخل مسجد بحي قصبة هدراش. عرفت بالصلاح وتتم زيارتها للتبرك.
لالة يدونة
ـ لالة يدونة: من صالحات القرن 17، يوجد ضريحها بمقبرة الولي الصالح مولاي عبد الله بن حمد المكاوي.
لالة رقية
ـ لالة رقية: من صالحات القرن 18، يوجد قبرها بعرصة بحي تواركة. وكانت زيارتها تتم كل يوم يضع الزوار بعض النقود والشموع ويأخذون بعض التربة تبركا بها.
ويضيف بنفايدة إلى أن هذه الأضرحة والمزارات أصبحت أغلبها في حالة متردية، رغمَ توفر بعضها على أوقاف مهمة، الأمر الذي يستدعي التدخل لإنقاذها من الانهيار باعتبارها جزءا من الذاكرة الجماعية.
سبعة رجال بمكناس أقطاب الطريقة الجزولية
عرف التصوف في مدينة مكناس انطلاقته الحقيقية ابتداء من القرن الخامس عشر. وفي القرن 16 ارتبط ازدهار التصوف بظهور اسم بارز في طريق أهل الصلاح بالمغرب هو محمد بن سليمان الجزولي الذي حققت طريقته انتشارا واسعا وحقق كتابه " دلائل الخيرات" شهرة كبيرة، إذ أصبح سندا ومرجعا لأتباعه .
و
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفبعد التحية والسلام. بارك الله فيك اخي على الجهد المبدول ولكن
ارجوا منك تصحيح وتدقيق في التاريج ميلاد الشيخ الكامل سيد محمد بن عيسى صاحب الطريقة العيساوية وتاريخ ميلاده في القرن التاسع سنة 872 وتاريخ وفاته توفي رضي الله عنه سنة 933هـ 1526م.
اللهم صلي على محمد محمد
ردحذفجزاك الله خيرا على هذه المعلومات كما يقولون في مكناس كل خطوة ولي صالح
ردحذفبارك الله بكم و جزاكم عنا خيرا
ردحذفمن هو الولي سدي اعلي بن حمدوش.وسدي احمد ادغوغي
ردحذفشكرا جزيلا لك طفولتي قضيتها بجوار ضريح الولية الصالحة للاستي هنو منزلنا بجوارها ارجو منك تاريخ ولادتها ووفاتها ادا كان ممكن ولك الشكر
ردحذفواش كاين معلومات حول الضريح الموجود بمقبرة سيدي مسعود
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ردحذفبارك الله فيك يا اخي الكريم