مكناس قي بيئتها الطبيعية

1 - الموقع الجغرافي
يقتضي الحديث عن مواقع المدن التركيز على أهمية الاتصال انطلاقا من طبيعة الوحدات الطبوغرافية المشكلة للمنطقة، واعتمادا على الاتجاه الذي تأخذه الطرق الموصلات التي تربط المدينة بالخارج، دون إهمال المؤهلات الاقتصادية المحلية.
فالموقع له أهمية كبرى بالنسبة للمراكز الحضرية، إذ يمكن لهذه الأخيرة أن تنتعش أو تضعف حسب كثافة شبكة الطرقات التي تربطها بأحوازها المجاورة، أو بالجهات الأخرى، وكذلك حسب المؤهلات التي يحتضنها الاقتصاد الجهوي [1] .

وتتميز  مدينة مكناس بموقع استراتيجي، فهي تقع في  الجزء الغربي من هضبة سايس، والتي تعتبر منطقة انتقالية بين الأطلس المتوسط ومقدمة جبال الريف، وأيضا بين سهل الغرب. وهضبة سايس-فاس.
وتقع المدينة على خط طول 5°32 غرب خط كرينتش، وخط عرض 33°52 شمال خط الاستواء [2]. على ارتفاع يراوح 530 متر عن سطح البحر.

كما أن المدينة توجد عند ملتقى الطرق الرئيسية التي تربط الجنوب بطنجة وفاس بالمحيط الأطلسي، وقد ساعدها ذلك في التحكم في جميع الأنشطة الاقتصادية لجهة مكناس-تافيلالت، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه كعاصمة للجهة، وكحلقة وصل مهمة في سايس الغربي.

إضافة إلى كل هذا فالمدينة تتوفر على مؤهلات طبيعية تجعلها من أغنى المناطق الفلاحية بالمملكة، ويتجلى ذلك في إنتاج الزيتون، الكروم، القمح والمزروعات الموسمية ذات الإنتاج التسويقي.

2- الموضع:
الموضع هو الإطار الطبيعي الذي تقوم عنده المدينة وهو يجمع بالأساس بين العنصر الطبوغرافي، وعنصر المياه، كما يمكن اعتبار بعض الجوانب الطبيعية الأخرى كالنباتات والقاعدة الصخرية، والمناخ: من العناصر التي تدخل في تشكيل الموضع الجغرافي [3] .
3 التضاريس:
تتميز تضاريس مدينة مكناس بتنوع كبير. ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة مجالات متتالية، ومتدرجة من الشمال إلى الجنوب [4] .
ü     مجال مقدمة الريف.
ü     منطقة مكناس-سايس.
ü     مجال الأطلس المتوسط.
*مجال مقدمة جبال الريف:
يوجد في شمال المدينة، ويشمل جزءا من كتلة زرهون وجبل قنوفة وضاحية عين الجمعة، وجبلي قفص، وأوطيط.
ـ كتلة زرهون: تقع في شمال الاقليم يصل ارتفاعها إلى 1121 متر. وتضم تضاريس أكثر انبساطا، وتعرف تساقطات مهمة تتعدى 500 ملم. في   السنة أحيانا.
ـ جبل قنوفة: يوجد جنوب شرق زرهون وشمال سبع عيون، يتجاوز ارتفاعه 800 متر.
ـ ضاحية عين الجمعة: توجد شمال غرب الاقليم، وهي تمتد من منطقة زرهون في الغرب إلى حدود تلال "الشراردة" في الشمال، أما في الجنوب، فتحد بقرية عين الجمعة، وفي الشرق بكتلة   زرهون، تضاريسها يغلب عليها الإنبساط وهي مؤلفة من أجود الأراضي الفلاحية.
ـ جبل قفص: يتكون من الكلس، يصل ارتفاعه حوالي 782 متر.
ـ جبل أوطيط: ملتوي إلى حد شمال الإقليم ي ش رف على سهل الغرب ارتفاعه متغير ما بين 500و 600متر.

*منطقة مكناس-سايس:
كانت في الزمن الجيولوجي الثالث عبارة عن بحيرة قديمة. وتمتد هذه المنطقة على طول 60   كلم من الشرق إلى الغرب و30 كلم من الشمال إلى الجنوب. ذات انحدار قوي في اتجاه الشمال وتتميز هذه المنطقة بتشعب الإرسابات الكلسية التي تكونها [5] ، وإجمالا يمكن تقسيمها إلى قسمين:
ـ منطقة سايس ـ مكناس في الغرب.
ـ منطقة   سايس ـ فاس في الشرق.
ففي الشرق، يشرف سهل ساي-مكناس بعلو 20 متر، على سهل سايس فاس بحافة كبيرة من الشرق إلى الغرب تسمى حافة عين تاوجطات، ارتفاعها متغير ما بين 500 و800 متر. وفي الشمال نجد الاتصال حادا وقوي بكل من تلال مقدمة جبال الريف، وبتجاعيد كتلة زرهون.
1-2-:*منطقة سلاسل الأطلس المتوسط:
يتراوح علو هذه المنطقة عن سطح البحر ما بين 900 و1630متر، وتعرف تساقطات مهمة، كما تتساقط بها في بعض الأشهر كميات من الثلوج التي إما تغذي المجاري المائية للمنطقة، أو تتسرب عبر التكوينات الكارستية لتغدي المياه الجوفية.
وبذلك تكون مدينة مكناس جزءا مه م ا من هضبة سايس الغربي،الذي يمتد من قدم أعراف زرهون وجبل قفص الموجود شمال غرب الاقليم قرب ناحية عين الجمعة، وجبال الأطلس المتوسط الهضبي المنتصبة جنوبا، وتبلغ مساحة الهضبة 1500كلم ² .

 الوضع الطبوغرافي لمدينة مكناس.
يغلب على المنطقة الطابع الهضبي في غالبية الجهات، وتتراوح الارتفاعات ما بين 530 و 550متر فوق سطح البحر. ويتميز السطح بالتقطع، وتعبره العديد من الأودية. كواد بوفكران ويسلان، وبوسحاق.والموضع الأصلي، هو المكان الذي تشغله حاليا المدينة القديمة، أما موضع النمو هو المكان الذي توجد به المدينة الجديدة.
وقد أدى تعمق المجاري المائية في السطح الهضبي، إلى كثرة التخديد والتقطع ومن تم بروز ثلاثة عناصر متميزة:
ـ الجزء الكتلي: يقع هذا الجزء في الجنوب الشرقي وفي الوسط، يتراوح متوسط الارتفاع فيه ما بين 470 و670 متر، الارتفاع النسبي ضعيف إذا ما قيس بباقي الهضبة، حيث يصل عند واد بوفكران 30 متر، أما الإنحدار العام فهو يتم من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي، ومن أهم مميزات هذا الجزء هو إتساع آفاقه وتماسكه النسبي مقارنة مع الجزء الشمالي والجنوبي الغربي، وتخترق هذا الجزء أودية "بوفكران" و "بوسحاق، بالإضافة إلى بعض المجاري المائية المؤقتة، والتي طبعت هذا الجزء ببعض التخديد وأدت إلى تكوين بعض العناصر الهضبية به خصوصا في هوامشه الشمالية [6]
ـ العنصر المثني: يقع في الجزء الشمالي من الهضبة ويعرف أخفض القمم والتي تتراوح ما بين 320 و400 متر الشيء الذي يجعلها في موضع جد منخفض بالنسبة لباقي الهضبة، حيث يتراوح الارتفاع النسبي ما بين 60 و100 متر، ويتميز هذا الجزء من الهضبة بالتخديد الشيء الذي يدل أن عملية التعرية نشيطة به، حيث جزءته إلى عدة متون متقطعة، تخترقها مجاري مائية كثيفة، يصل عمقها إلى حوالي 60متر، في واد "فراح" و100 متر، في واد "الشجرة"، وتتميزقعور هذه الاودية بضيق مجاريها باستثناء سافلة الأودية الرئيسية، كواد "بوسح ا ق" ويعرف هذا الجزء الهضبي جريانا سطحيا مهما يتمثل في عدد كبير من العيون والأودية، وينحدر هذا الجريان من الجنوب في اتجاه الشمال ( مثال واد "بوفكران") في حين تعرف الجداول الثانوية جريان موسميا.
ـ الجزء الهضبي المفكك: يوجد هذا الجزء في الجنوب الغربي للهضبة ويطل على أودية متعمقة، وذات أهمية من حيث التصريف المائي،يصل عمقها حوالي 200 متر، كما هو الشأن بالنسبة لواد "الكل" مثلا. ويكون هذا التعمق تدريجيا في الجهة الشرقية من الهضبة، في حين قد يصبح مفاجئا في الجهة الغربية مما ينتج عنه عدم التجانس بين السفوح. من حيث المظهر الطبوغرافي؛ فالسفوح التي تطل على الجهة الجنوبية تعرف حدة الإنحدار عكس السفوح المطلة على الجهة الشمالية. كما أن هذا العنصر يعرف تخديدا مهما ساعد على خلق جريان مائي كثيف،إضافة إلى العيون التي تنبع في سفوح الأودية والتي تساهم في تخديدها


[1] ص:225،  -قراءة وتحليل الخريطة الطبوغرافية،محمد بريان، حسن بنحليمة. عبد الله :عوينة.
[2] - خريطة مكناس الطبوغرافية، مقياس 50000/1
[3] -قراءة وتحليل الخريطة الطبوغرافية، ص:165، محمد بريان، حسن بنحليمة. عبد الله العوينة.
[4]  Schéma directeur   d’aménagement et d’urbanisme de Meknes cabinet Michel pinseau Novembre 1992
[5]  Schéma directeur   d’aménagement et d’urbanisme de Meknes cabinet Michel pinseau Novembre 1992

[6] -قراءة وتحليل الخريطة الطبوغرافية، ص:165، محمد بريان، حسن بنحليمة. عبد الله العوينة.


المقال برمته مأخوذ من الموقع: http://magazine-geo.blogspot.com/2014/11/blog-post_17.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق